الأحد، 2 نوفمبر 2014

معنى الآية { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }





معنى الآية { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }



اتَّفَقَ المسلمون عَلَى "وَحدَةِ كلامِ اللهِ تعالى" قال العلامةُ أبو علي السَّكونيُّ الإشبيليُّ في كتابه "التمييز" ما نصُّه: "وكلام الله سبحانه واحد بإجماع الأمة". اهـ وقال الإمام البيهقيُّ في كتابه الاعتقاد ما نصه: "وكلامُ الله واحدٌ لَم يزلْ ولا يزالُ".اهـ

وكذلكَ اتفق المسلمون على أَنَّ اللهَ تعالَى صفاتُهُ لا تُشبِهُ صِفَاتِ خَلقِهِ، فاللهُ متكلمٌ بكلامٍ ليسَ حَرفًا وصَوتًا؛ لأَنَّ الكلامَ الذي يكونُ بالحرفِ والصوتِ مخلوقٌ، واللهُ لا يَتَّصِفُ بِحادثٍ. قالَ الإمام أَبُو حنيفةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ فِي كتابِهِ "الفقهِ الأكبرِ" : "نَحنُ نَتكلَّمُ بالآلاتِ والحروفِ واللهُ يَتَكلَّمُ بلا ءالةٍ ولا حَرفٍ". اهـ

وذهب العلماء في تفسير قولِ الله تعالى في سورة يس{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}يس:82 مذهبين:

قال الإمام أبو منصور الماتريدي: إنه عبارةٌ عن سرعةِ الإيجادِ وتكوينِهِ عند تعلقِ إرادتِهِ بلا تراخ ولا تعذّر.

وقال الإمام البيهقي الأشعري: عبارة عن حكم الله الأزلي بوجود الشىء فيحدث المراد له تعالى في وقته الذي شاء وعلم حدوثه فيه.اهـ أي أنَّهُ يَخلقُ الأَشياءَ التِي أَرَادَ وجودَهَا بالكلامِ الأزلِيِّ الذي ليسَ حرفًا وصوتًا. ليسَ المعنَى أنَّهُ يَنطِقُ بالكافِ والنُّونِ، النطقُ بالكافِ والنونِ مِن صفاتِنَا. ثُمَّ القولُ بأَنَّ اللهَ يَخلُقُ الأَشياءَ بالكَافِ والنُّونِ مَعنَاهُ أَنَّهُ يَخلُقُ الأشياءَ بعدَ النُّطقِ بالكافِ والنونِ، وهذا مستحيلٌ.

وأمَّا مَا يقولُهُ بعضُ الناسِ "سبحانَ مَن أَمرُهُ بينَ الكافِ والنونِ" فكلامٌ فاسِدٌ لا هو قرءانٌ ولا حديثٌ ولا هو كلامُ أَهلِ العِلمِ. اهـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
UA-39827868-2