وإن كان التقاط البعض للـ Selfies أمرًا طبيعيًّا لا يتخطّى الحدود "السّليمة"، فإدمان البعض على ذلك يشكّل ظاهرة تستدعي الدّراسة وربّما العلاج. فهل يُعتبر الإفراط في التقاط الًذور الذّاتيّة اضطرابًا نفسيًّا؟
عن هذا الموضوع، أوضح الأخصّائي في علم النّفس د. محمد فريج أنّ التقاط الـ Selfies بكثرة مرتبط دون شكّ بحالة نفسيّة. فقد يأخذ الشّخص صورة ليريها لأهله مثلاً، وهذا أمر طبيعي.
أمّا عندما يتم تعمّد التقاط الصّور في أكثر من شكل ومن أكثر من زاوية ولعدّة مرّات خلال النّهار ونشرها عبر مواقع التّواصل الإجتماعي، فيعتقد علم النفس أنّ الأمر مرتبط بحالة نفسيّة معيّنة، فهي عادة سلوكيّة يمكن أن تتطوّر إذا استمرّت لفترةٍ معيّنة، وإذا تطوّرت يمكن أن تكون مؤشّرًا على اضطرابٍ نفسي.
فكرة حفظ شكل الشّخص في نسخة طبق الأصل شغلت البشر منذ القديم، وقد بدأت بنحت الملوك على المعابد الفرعونيّة ثمّ رسم بورتريهات للملوك والأغنياء تبدو وكأنّها صورة فوتوغرافيّة في عصر النّهضة الأوروبيّة.
ولا بدّ أن يكون الرّسامون نفسهم هم أوّل من ابتدع الـ Selfie، فقد كانوا يرسمون ما يُعرف بالـ Self Portait أو البورتريه الذّاتي.
أمّا أوّل صورة ذاتيّة أو Selfie التُقطت بالكاميرا الفوتوغرافيّة حوالي العام 1893، ومن ثمّ أخذت تتطوّر حتّى أتاحت الهواتف الذكيّة التقاط هذا النّوع من الصّور للجميع وبطريقة سهلة وسريعة.
عن أسباب إدمان البعض هذه الظّاهرة، كشف د. فريج أنّها تعود باختصار إلى سلوك سلبي يعتقد الشّخص الذي لا يعتبر أنّ شكله لائق جدًّا بموجبه أنّه بذلك سيظهر بصورة جميلة وقريبة من النّاس، وهذا ما يحاول فعله أصلاً.
مع ظهور الـ Selfies، اتّضح للطب النّفسي أنّ الأشخاص الذين يلتقطونها بشكلٍ مفرط يعانون ربّما اضطراب تشوّه الجسد المرتبط بشكلٍ كبير بالقلق والمتعلق بالتنشئة وبكيفية تكوّن صورة الشّخص عن نفسه. ويأتي الإفراط في التقاط الصّور للذّات كمحاولة من الشّخص لإثبات كماله إلى حدٍّ ما.
0 التعليقات:
إرسال تعليق