من المعجزات الرقمية المذهلة في كتاب الله تعالى ما نجده في ترتيب كل كلمة من كلماته على مستوى القرآن.. دعونا نتأمل....
برنامج إحصاء القرآن
بعد أن منّ الله علينا بنشر برنامج إحصاء القرآن الذي يتميز بإمكانيات هائلة، أصبح بالإمكان أن نعرف ترتيب كل كلمة من كلمات القرآن الكريم بدقة مئة بالمئة.
والمفاجأة كانت أن كل كلمة وكل آية وضعها الله عز وجل في مكان معجز من القرآن. فهذا الترتيب ينطق بالحق ويجعل لغة الأرقام تتكلم.
قبل كل شيء ربما نجد الكثيرين لا يأبهون لهذه اللغة ولا يهتمون بها ويقولون لن نزداد إيماناً سواء كان هناك إعجاز عددي أم لا!! ولكن دعونا نتساءل: هل يستطيع أحد أن ينكر أن عدد سور القرآن هو 114 سورة؟؟ إنها حقيقة مادية ملموسة لا يمكن لحد أن ينكرها، لأن القرآن موجود بين أيدينا ونستطيع خلال نصف دقيقة أن نثبت أن عدد سوره هو 114 ليس أكثر ولا أقل.
وهل يستطيع أحد أن ينكر أن عدد الأسماء الحسنى لله تعالى هو 99 اسماً ليس أكثر ولا أقل؟؟ طبعاً لا أحد يستطيع ذلك لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أخبر في حديث صحيح بأن (لله تسعة وتسعين اسماً) ثم حدد العدد (مئة إلا واحداً) لكي لا يدعي أحد غير ذلك.
ومهما تعددت الروايات لا يمكن لأحد أن ينكر بأن القرآن لم ينزل دفعة واحدة، أو جملة واحدة، بل نزل منجماً على فترة 23 سنة، فالعدد 23 هو عدد ثابت في كتب السيرة والحديث الشريف.
اسم (الله) عز وجل يتألف من أربعة أحرف كما كُتب في القرآن: الألف واللام واللام والهاء، أيضاً هذه حقيقة مادية ملموسة لا يمكن إنكارها.
الآن هل فكر أحدكم يوماً لماذا اختار الله عز وجل هذه الأعداد بالذات؟ طبعاً غير المسلم يقول إنها لا تعني شيئاً، ولكن هل يمكن لمؤمن آمن بهذا القرآن واعتقد بأنه كلام الله تعالى الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) أن يقول إن هذه الأعداد عشوائية؟ طبعاً لا. أي مؤمن يجب أن يعتقد بأن الله لا يختار شيئاً عبثاً بل (كل شيء عنده بمقدار)..
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى
والآن دعونا نعيش مع سر من أسرار ترتيب كلمات القرآن وباستخدام برنامج إحصاء القرآن نتأمل قوله تعالى في أول سورة طه مخاطباً النبي الكريم: (طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى) [طه: 1-2].
دعونا نبحث عن ترتيب كلمات هذه الآية مع اعتبار واو العطف كلمة، سوف نجد أن آخر كلمة في هذه الآية الكريمة التي تتحدث عن القرآن هو 45144 أي لو بدأنا عد الكلمات من أول القرآن سوف نجد أن ترتيب آخر كلمة في الآية وهي كلمة (لِتَشْقَى) ترتيبها 45144، أي أن الله تعالى وضع هذه الكلمة في هذا الترتيب لحكمة سوف نكتشف جزءاً منها الآن.
لماذا وضع الله هذه الآية هنا ولم يضعها في مكان آخر؟ قبل أن نكتشف السر دعونا نتساءل: ما هي دلالات الآية الكريمة؟
الآية تتحدث عن الله عز وجل وإنزاله القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم. إذاً لدينا آية تتحدث أساساً عن القرآن الكريم المنزل من قبل الله تبارك وتعالى.
ترتيب مذهل
إن ترتيب نهاية هذه الآية أي آخر كلمة فيها هو 45144 وهذا العدد يساوي بالضبط ما يلي:
45144 = 114 × 99 × 4
العدد 114 هو عدد سور القرآن والآية تتحدث عن القرآن!!!
العدد 99 هو عدد أسماء الله الحسنى.. وهو منزل القرآن جل جلاله!!!
العدد 4 هو عدد حروف اسم (الله) سبحانه.
ولكن أين العدد 23 عدد سنوات نزول القرآن؟؟
لقد أودعه الله في أحرف الآية ذاتها، فالآية الكريمة (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى) عدد حروفها كما كتبت في القرآن الكريم هو بالضبط 23 حرفاً أي الآية التي تتحدث عن القرآن جاء عدد حروفها مساوياً لعدد سنوات نزول القرآن!!!
ونقول سبحان الله!
هل يمكن لإنسان عاقل أن يدعي أن هذا الترتيب جاء بالمصادفة فقط! فكيف لو تأملنا القرآن كاملاً والذي يحوي عشرات الآلاف من الكلمات وكل كلمة وضعت بدقة مذهلة تشهد على أن الذي رتب وأحكم هذا الكون بنظام بديع هو الذي رتب وأحكم كلمات كتابه بهذا النظام المعجز.
ولكي لا يبقى عند أحد شك من أن هذه تمثل معجزة حقيقية وليست مصادفة سوف نقدم أمثلة أخرى تشهد على هذه المعجزة.
أساطير الأولين
طالما استهزأ الملحدون بكتاب الله تعالى وادعوا أنه كلام عادي من تأليف بشر.. دعونا نتأمل هذه الآية الكريمة، لقد وضع الله هذه الآية في ترتيب مذهل للغاية يعجز العقل البشري عن إدراكه، قال تبارك وتعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) [الأنفال: 31].. هذا قول الملحدين فهل هو صحيح؟؟!
هنا يدعي الملحدون القدرة على الإتيان بمثل كلام الله، وبالفعل رأينا هذا الادعاء على صفحات الإنترنت ومواقع الملحدين وغيرهم، حيث كتبوا عبارات بلغة ركيكة جداً.. وقالوا لقد كسرنا التحدي الإلهي وجئنا بمثل القرآن!!
انظروا أين وضع الله تعالى هذه الآية التي تبين لنا قول الملحدين وكيف يأتي التحدي الحقيقي بلغة الأرقام.
لو قمنا بعد الكلمات من أول القرآن وحتى نهاية هذه الآية نجد: 25992 كلمة.. أي بدأنا من أول القرآن وعددنا الكلمات وعندما نصل إلى كلمة (الْأَوَّلِينَ) نجد أن ترتيبها هو 25992 ولكن ماذا يعني هذا العدد وما علاقته بالقرآن الكريم الذي يدعي الملحدون أنهم استطاعوا الاتيان بمثله؟
لنحلل هذا العدد رياضياً باستخدام برنامج إحصاء القرآن لنجد المفاجأة:
25992 = 114 × 114 × 2 العدد 114 هو عدد سور القرآن
هذا تأكيد بلغة الأرقام مرتين على أن عدد سور القرآن الذي يدعون الإتيان بمثله هو 114 .. أي أن الله تعالى وضع كلام الملحدين وادعاءهم المزيف في موضع معجز من القرآن بحيث يكون ترتيب آخر كلمة في الآية من مضاعفات عدد سور القرآن مرتين وهنا لا يمكن للمصادفة أن تتدخل، وهذه رسالة خفية أن الإعجاز لا يقتصر على الكلمات فحسب، بل هناك ترتيب معجز لهذه الكلمات لا يمكن لبشر أن يأتي بمثله مهما حاول!!
وعلى الرغم من أن هذه الأمثلة كافية إلا أن القرآن يحوي آلاف الأمثلة الرائعة... دعونا نتأمل هذا الترتيب لآية لنص عظيم في كتاب الله تعالى.
آية التحدي
آية طالما كررناها وهي تمثل التحدي الإلهي للبشر أن يأتوا بمثل هذا القرآن، يقول تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا * وَ لَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا) [الإسراء: 88-89]، هاتان الآيتان مرتبطتان وتمثلان تحدياً للإنس والجن، فما هو سر ترتيب الآيتين؟
لو قمنا بعد الكلمات من أول القرآن وحتى كلمة (كُفُورًا) أي آخر كلمة في النص القرآني السابق سوف نجد: 41952 ماذا يعني هذا العدد وما هي علاقته بالقرآن؟
للوهلة الأولى قد يظن القارئ أنه عدد عادي مثله مثل أي عد آخر، ولكن بعد تحليله رياضياً باستخام برنامج إحصاء القرآن نجد:
41952 = 114 × 23 × 16
أي أن الله تعالى وضع هذا النص القرآني في موضع بحيث يكون عدد الكلمات من بداية المصحف الشريف وحتى نهاية النص مساوياً لعدد هو من مضاعفات عدد سور القرآن 114 وكذلك من مضاعفات عدد سنوات نزول القرآن 23 ... فمن أين جاء هذا الترتيب في نص يتحدث عن القرآن بل يتحدى أن يأتي أحد بمثل القرآن؟!
دعونا نأتي بمثال آخر لنتأكد من أن الترتيب مقصود وليس عشوائياً.
أول مرة وردت فيها القرآن
وردت كلمة (القرآن) لأول مرة في سورة البقرة في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].
لو قمنا بعد الكلمات من أول القرآن وحتى آخر هذه الآية سوف نجد 3876 كلمة.. ماذا يعني هذا العدد وما علاقته بالقرآن الكريم؟
أيضاً هذا العدد يساوي:
3876 = 114 × 34 العدد 114 هو عدد سور القرآن
إذاً الله عز وجل وضع أول آية تتحدث عن القرآن في موضع بحيث يأتي ترتيب آخر كلمة في هذه الآية من مضاعفات 114 عدد سور القرآن!!
وأخيراً فإن هذه الآيات تدعونا للتفكر من جديد بأن هذا القرآن ليس مجرد كلمات عشوائية، بل كلمات منظمة تنظيماً دقيقاً ولا يمكن للبشر مهما بلغوا من العلم أن يأتوا بمثله.. وهذا غيض من فيض عجائب القرآن الكريم.
هذه المقالة الأولى في سلسلة (كلمات مذهلة) وسوف نكتشف المزيد والمزيد في مقالات قادمة إن شاء الله تعالى.. نرجو متابعة جديد الموقع باستمرار والحمد لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق