ينكر الكثير من الملحدين والعلمانيين ومن تبعهم عالم الجن وتأثيرهم على البشر، ولكن لا يعني أبداً...
ينكر الكثير من الملحدين والعلمانيين ومن تبعهم عالم الجن وتأثيرهم على البشر، ولكن لا يعني أبداً أن كل ما يقوله لنا العلماء صحيح، ولا يعني أن العلماء وصلوا إلى الحقيقة المطلقة، فالحقيقة المطلقة لا نجدها إلا في القرآن الكريم، لأن منزل القرآن هو أعلم بخلقه وأعلم بما ينزل.
ونحن مرجعنا دائماً كتاب الله والسنة الصحيحة، فالله تعالى يقول على لسان سيدنا أيوب عليه السلام: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص: 41]. ومن المعلوم أن سيدنا أيوب كان نبياً تقياً مؤمناً بالله، وعلى الرغم من ذلك أصابه شيء من المس الشيطاني، لا يمكن إنكار هذه الحقيقة، وقد مرض سيدنا أيوب بسبب هذا المس.
ولذلك فقد أمره الله تعالى أن يعالج نفسه بالماء: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) [ص: 42]. ومن هنا يا إخوتي نستنتج أن الشيطان موجود ويمارس عمله ولكن الله أنزل سوراً وآيات خاصة لعلاج المس الشيطاني وعلى رأسها سورة الفاتحة وآية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة) وآخر ثلاث سور من القرآن.
فمن أُصيب بأي مرض حتى ولو لم يكن يعلم أسبابه عليه أن يقرأ هذه الرقية الشرعية ليحصن نفسه وأولاده ومنزله وأهله من تأثير وساوس الشيطان ومسه، لأن هذا الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وينبغي أن نعلم أن هذا الشيطان مخلوق ضعيف جداً لا قيمة له إلا بنظر من أتباعه.
وأنصح من ابتلي بشيء من هذا المس أن يقرأ من قوله تعالى بالإضافة إلى الرقية الشرعية: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38) قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) [الحجر: 26-50].
0 التعليقات:
إرسال تعليق