وهذا سؤال حول ما أمرنا به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وبين ما كشفه العلم حديثاً....
كلنا يعلم أن الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه كان يذبح الأنعام مثل البقر والماعز والجمال والأغنام، بطريقة محددة وهي أنه لا يقطع رأس الحيوان كاملاً، بل يترك جزءاً معلّقاً، وينتظر حتى يفرغ هذا الحيوان جميع دمه ثم يصبح جاهزاً للطهي والأكل.
ولو تساءلنا عن سرّ هذه الطريقة نجد الإجابات تتجلى واضحة فيما كشفته أبحاث الطب الحديث. فقد تبين أن الحيوان المذبوح بهذه الطريقة يكون خالياً من الجراثيم والميكروبات، ويكون أكثر أماناً للتناول. فالعلماء يؤكدون اليوم بأن الحيوان عندما يُفصل رأسه عن جسده بشكل كامل ومفاجئ، فإن هذه العملية لا تسمح إلا لكمية دم محدودة بالخروج خارج الجسم، وتبقى كمية من الدم في داخله.
ولكن ما هو ضرر هذا الدم؟ إن العلماء وجدوا باختباراتهم أن الدم هو أفضل بيئة لنمو الجراثيم، وعندما يكون هذا الدم متواجداً في جسد الحيوان المذبوح فإنه يؤدي إلى تراكم الجراثيم وتكاثرها بشكل لا يمكن إزالته حتى بعد الطبخ، لأن حرارة النار المستخدمة في الطهي قد لا تدخل إلى جميع جزيئات اللحم المطبوخ، وقد يظل جزءاً منها نيئاً وهنا تكمن الخطورة. ولذلك فإن الإسلام قد عالج أي احتمال للتعرض لهذه الجراثيم.
وقد اعترض بعض الملحدين على طريقة المسلمين في ذبح الحيوانات بأنهم يتسببوا في تعذيب هذه الحيوانات وتركها تتألم، وأنه يجب فصل كامل الرأس عن جسد الحيوان. ولكن الحقيقة العلمية أن الألم عند الحيوان المذبوح لا يستمر لأكثر من ثوان قليلة، لأن جميع أجهزة الجسم تكون منشغلة في إمداد الدماغ بالدم.
فالأعصاب التي تحوي الدم تتلقى الأوامر من المخ بإمداده بالدم بسبب نقص الدم عند ذبح الحيوان، وتبدأ عضلات الجسم بالتشنج وردود الأفعال والتي من خلالها يتدفق الدم عبر الأوعية الدموية باتجاه القلب، ثم يوجه القلب هذه الدماء باتجاه المخ، ولكنها سوف تخرج خارج جسد الحيوان لأنه مذبوح.
وهذه العملية تؤدي إلى خروج كميات كبيرة من الدم، وبدون ألم يُذكر. وهذا يعني أن الإسلام رحيم حتى بالحيوانات! ولكن ربما يكون من أجمل ما قرأت حديثاً أن الحيوان عندما يُذبح ويقال: بسم الله والله أكبر، يكون أيضاً خالياً تماماً من أية جراثيم!!!
والله إن الإسلام حريص علينا وعلى صحتنا، فهل نحرص نحن على هذا الدين العظيم؟ يقول تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) [من سورة التوبة].
0 التعليقات:
إرسال تعليق